فلسطين تاريخ صمود وإرادة لا تُقهر 75 عامًا من المقاومة في وجه العبودية والاحتلال
❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
فتحي الذاري
منذ خمسة وسبعين عامًا، لا تزال فلسطين وأراضيها المحتلة تؤكد صراعًا مستمرًا يتجاوز الجغرافيا والتاريخ مُبرزةً عزم الشعب الفلسطيني على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. على الرغم من المحاولات المتكررة لإلغاء الهوية الفلسطينية وشرعنة الاستيلاء على أراضٍ تعد قلب القضية فإن الفلسطينيين ظلوا متمسكين بحقوقهم وهويتهم مُدافعين عن أرضهم وعزتهم إن هذا الوضع المعقد يتمحور حول أزمة مستمرة تُعلي من صوت المقاومة
في كلمته الأخيرة التي ألقاها الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أضاء على واقع صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال، مُشيرًا إلى أنه على الرغم من الأهوال التي مر بها الفلسطينيون تظل القضية حية ومتألقة في مختلف الساحات العالمية تحت عنوان طوفان الأقصى أكد الشيخ قاسم أن الأحداث الأخيرة قد قلبت المعادلة مُعززةً من قوة الموقف الفلسطيني في المحافل الدولية تُعبر كلمة الشيخ قاسم عن تقدير عميق للمجاهدين الفلسطينيين، حيث جعلتهم محط اعتزاز باعتبارهم مثالًا للصمود والتضحية في مواجهة قوى الاحتلال. إذ يُشير إلى أن الشعب الفلسطيني، بجميع أطيافه، يقدم نموذجًا مشرفًا من المقاومة برغم التحديات الكبيرة مثل العدد الرهيب من الشهداء والجرحى والمعاناة التي يعيشها يوميًا.
من خلال استعراض هذا السياق يمكن تحليل النقاط الأساسية التي وردت في كلمة الشيخ قاسم، والتي تُظهر كيف أن الاحتلال الإسرائيلي يعيش أزمة وجود حقيقية، وأن الإرادة الفلسطينية لا تزال قوية ولا يمكن تجاهلها، مُؤكدةً ضرورة دعم القضية الفلسطينية وعرضها كحقوق إنسانية أساسيةحيث تتطلب المرحلة المقبلة من الفاعلين في الساحة الفلسطينية والعربية العمل على تعزيز التضامن والدعم للشعب الفلسطيني بما يؤكد روح الاستمرارية في النضال من أجل استعادة حقوقه بعيدًا عن الحصار والتهميش الذي قد يُحاول الاحتلال فرضه وفي سياق حديثه عن رموز المقاومة الفلسطينية أبرز الشيخ نعيم قاسم دور الشهداء القياديين وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية ورئيس المكتب السياسي الشهيد القائد يحيى السنوار، مُشيرًا إلى أن قيادتهم تُعبر عن التزام عميق وثبات على درب الحق هذه الرموز تمثل جيلًا مِن الثوار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل فلسطين مما يؤكد أن القيادة يجب أن تكون في الطليعة دوماً تساند الشعب في نضاله من أجل الحرية والعدالةوفي خضم الحديث عن الشعار الذي أطلقه منتدى القدس "على العهد يا قدس"، يتجسد الأمل في العودة واستعادة الحقوق مُعبرًا عن إصرار الشعب الفلسطيني على متابعة النضال حتى تحقيق أهدافه إذ يرى الشيخ قاسم أن المساعي الاحتلالية الحالية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية تهجير الفلسطينيين من أراضيهم والاعتداء على الحدود الإقليمية للدول المجاورة، مما يؤكد مخططًا أميركيًا طاغوتيًا يهدف إلى تقسيم المنطقة وتحقيق هيمنة دائمةويستدعي هذا التحليل فهم دور المقاومة الفلسطينية في مواجهة هذا المخطط حيث يُعبر الشيخ قاسم عن يقينه بأن التضحية والفداء هما الطريق لإفشال هذه الأجندةتشير كلماته إلى ثقة عميقة في قدرات الشعب الفلسطيني على المقاومة والتحدي مُجليًا أن فلسطين بعمقها التاريخي والمعنوي لا يمكن أن تُهزم، بل ستظل مُلتزمة بحقوقها وقيمهاهذا وليس خافيًا أن هذا الوضع يشهد تزايدًا في أعداد الضحايا والمآسي، ولكن يبقى واجب المقاومة مستمرًا، على الرغم من تفوق الاحتلال في الإبادة والقتل والشيخ قاسم هنا يُشدد على أن بعض العار الذي يلاحق الإنسان الأميركي وسياسته غير الإنسانية قد سقط، مُظهراً الوجه الحقيقي للوحشية التي تُمارس بحق الشعب الفلسطيني تُبرز كلمات الشيخ نعيم قاسم تجربة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، مُعززًا بقيم الشجاعة والإرادة. إن ثبات الشعب الفلسطيني واحتضانه لمبادئ المقاومة يُمثل أملًا متجددًا في استعادة الحقوق، مما يضع القضايا الإنسانية وحقوق الشعب الفلسطيني على رأس الأولويات في جميع الساحات الدوليةويتضح من كلمات الشيخ نعيم قاسم أن المقاومة الفلسطينية تواجه تحديات هائلة بسبب المخططات الإسرائيلية والأميركية يشدد على أهمية التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني، والتي تعتبر ضرورية في مواجهة هذه الأجندات يُبرز أن فلسطين بشعبها ومقاومتها تمتلك القدرة على الصمود وعدم الهزيمةوان التفوق الإسرائيلي في الإبادة والعنف ضد المدنيين يُعتبر وصمة عار، لكن في المقابل، تُظهر المقاومة ثباتًا وإصرارًا على الحق، مما يؤكد عظمة الشعب الفلسطيني وتضحياته.
الرسالة الرئيسية هنا تُعبر عن التفاؤل بالمستقبل حيث يُعَد الشعب الفلسطيني قويًا بما يكفي للحفاظ على هويته وحقوقه رغم كل المحن. استمرارية المقاومة والتضحيات تعتبران شعارًا يجب أن يُرفع في سبيل استعادة الحقوق مما يعطي الأمل بالنصر في الأيام القادمة.
وأشار إلى توجية إسمعوا ما قاله الإمام الخميني (قدس سره) إن تحرير فلسطين هو من أولويات الأمة الإسلامية إن هذه المقولة تمثل روح الكفاح والمقاومة التي يجب أن تتحلى بها الأمة في مواجهة التحديات فالمعركة من أجل فلسطين ليست معركة شعب واحد، بل هي مسؤولية جماعية تجب على جميع المسلمين الأحرار في كل بقاع الأرضإن محور المقاومة الممتد من إيران إلى لبنان وفلسطين وغيرهما من الدول هو القوة الحقيقية التي تستطيع تغيير موازين القوى في المنطقة ولقد أثبتت التجربة أن التلاحم بين الشعوب المقاومة هو السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف المشروعة واستعادة الحقوق المغتصبةعلينا أن نكون على دراية بأهمية الوحدة والتضامن بين الفصائل الفلسطينية وجميع القوى المقاومة، لضمان استمرارية النضال وتكثيف الجهود في مواجهة المخططات التي تهدف إلى تقسيم بلادنا وتمزيق شعوبناإننا نرى شواهد واضحة على الأثر الكبير لتعاون هذه القوى في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وإفشال مشاريع الاحتلال.
وحث على الاستمرار في دعم المقاومة، ولنسطر صفحات جديدة من التاريخ المجيد في الكفاح من أجل حرية القدس وفلسطين، إذ أن النصر قريب بإذن الله، ولينتصر الحق على الباطل مهما طالت الطريقإن كلمات الإمام الخميني (قدس سره) تؤكد الرؤية العميقة التي تمتلكها الأمة الإسلامية تجاه التحديات التي تواجهها حيث قال جرثومة الفساد التي زُرعت في قلب العالم الإسلامي لا تهدد الأمة فحسب، بل الشرق الأوسط بأسره منذ انتصار الثورة الإسلامية أصبح هذا التحذير دليلاً على أهمية الوعي والتكاتف بين الدول الإسلامية لمواجهة المخاطر المحدقة أن محور المقاومة اليوم الذي يشكل دعامة قوية لمواجهة الاحتلال مدينٌ للشهداء وللقيادات التي قادت هذا المسار، وعلى رأسها اللواء الحاج قاسم سليماني إن تضحيات هؤلاء الأبطال بما في ذلك الشهداء القادة وإخوانهم في المقاومة هي التي ستظل تُلهم الأجيال القادمة وتمكنهم من الاستمرار في النضال حتى تحقيق الأهداف المنشودة كانت تضحيات الشعب اللبناني والمجاهدين في حزب الله شاهداً على الإرادة الصلبة التي ترفض القهر والاحتلال المرحلة الحالية تتطلب من الدولة اللبنانية الاستجابة لتطلعات الشعب، من خلال تعزيز المقاومة ودعم القضايا العادلةيجب أن تسعى الحكومة اللبنانية جاهدة لتحقيق الاستقرار والأمن والتأكيد على الحقوق المشروعة في مواجهة أي شكل من أشكال التطبيع أو الاستسلام لن يكون هناك مكان للإحتلال ولتكن المقاومة شجرة ثابتة تمتد جذورها في الأرض مؤمنة بنصر مؤكد وثقة في قدرة الشعب على استعادة حقوقه وأرضه، مستشرفين يوماً قريباً يتم فيه التحرير الكامل لفلسطين وفي ختام كلمته، يوجه الشيخ نعيم قاسم تحية تقدير وإجلال لكل من اليمن العزيز تحت قيادة سماحة القائد السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله ورعاه والشعب اليمني وجيش أنصار الله الذين قدموا نموذجاً مشرفاً في دعم القضية الفلسطينية والمقاومةمحملين أنفسهم الأعباء والتحديات لمواجهة الاستكبار العالمي والإجرام الصهيوني. إن بطولاتهم مهما كانت بعيدة المسافة تذكرنا بواجب العرب والمسلمين في الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الاحتلال، وتحملهم لمسؤولية عدم التخاذل
كما يبرز الشيخ نعيم قاسم أهمية العراق كشريك أساسي في محور المقاومةمشيدًا بجهوده التاريخية في دعم فلسطين ولبنان، ويحث الجميع على التحلي بالعزيمة والإصرار في مواجهة القوى الطاغيةيُشير إلى أن اختيارنا هو أن نكون جزءًا من محور المقاومة، ولا يمكننا أن نكون في صف الاحتلال.
شعارنا "على العهد على قدس"، هو التزامنا الدائم بالعمل مستمرين في مواجهة التحديات، ومؤمنين بأن النصر قادم من عند الله تعالى.
